تكنو ـ ثقافة الرواية في التداول المعرفي

يُعنَى كتاب، تكنو ـ ثقافة الرواية في التداول المعرفي، للناقد إسماعيل إبراهيم عبد بدراسة روايات ذات خصائص تطبيقية، تُعدُّ نماذجَ مهمةً للبحث، نظراً لما تتميز به من إشكالية فنية وانتشار ثقافي وإعلامي. وقد حرص المؤلِّف على تسليط الضوء على أبرز السمات الجمالية والدلالية لروايات عراقية شهيرة، حظيت بانتشار عربي ومحلي واسع.

تتميز النماذج المختارة بمنهجية نقدية تتيح الحرية في المتابعة والجمع بين اتجاهات تقنية وجمالية وثقافية متعددة. وعلى الرغم من بساطة الطرح، يُمثِّل هذا الكتاب دراسةً موسَّعةً لفن الرواية وثقافتها، ويُعدُّ إضافةً مهمةً في مجال النقد الروائي التقني والثقافي.

ورغم التنوع التقني في الروايات المُختارة، فإن المؤلِّف يركز على التكامل بين الجوانب التقنية والثيمية والقيمية، بما يضمن حرية التناول وخصوصيته وفاعليته التداولية. كما يسعى إلى فتح آفاق جديدة للباحثين لإكمال المسيرة النقدية في هذا المجال.

يُلاحَظ انفتاح الدراسات الجامعية (البكالوريوس، الماجستير، الدكتوراه) حديثاً على حقل السرديات، خاصة الرواية، مما يُبشِّر بمستقبل واعد للأدب السردي. وهذا التوجه يتطلب من النقاد توفير أدوات نقدية أكاديمية تشجع الطلاب على تحليل التحولات الاجتماعية والنفسية والتقنية والاقتصادية عبر آليات الأدب، كالرواية والمسرح والملاحم الشعرية الحديثة، التي تستمدُّ مضامينها من السرد والرؤى الثقافية والميثولوجيا والأنثروبولوجيا.

إن التعاون بين المؤسسة الأكاديمية والنقد الفردي ضرورةٌ حتمتها الظروف غير المواتية في المؤسسات الثقافية الرسمية، مما يجعل هذا التعاون حاجة ملحّة لمعالجة الوضع الراهن. كما أن هذا التكامل الثقافي يُسهم في الحفاظ على الهوية العربية من التشتت، وصون الجهد الحضاري الذي أسسه الأجداد عبر العصور، بدءاً من الأسطورة ووصولاً إلى العصر الحديث.

يتميز هذا الكتاب ببنيةٍ متماسكةٍ موزعةٍ على ستة فصول متقاربة الحجم، تتكامل معرفياً وتتنوع في طروحاتها النقدية. ويهدف إلى تقديم رؤية معقولة للشأن الفني والثقافي للرواية، وتعزيز التعاون الثقافي كخطوةٍ نحو استثمار الحرية السياسية والثقافية – رغم محدوديتها – في تعزيز الإرث الحضاري والابتكار الفني والتضامن المجتمعي، ساعياً إلى خلق أركيولوجيا فنية إنسانية تجمع بين التقنيات الروائية والوسائل التداولية والثقافة المحلية والأسطرة المعاصرة.

الناشر