


بطاقة الكتاب:
الكاتب: فرات المحسن
الكتاب: بوسترات
النوع: قصص قصيرة
القياس: 15سم * 22.5سم
الصفحات: 90 صفحة
تُقدّم مجموعة “بوسترات” القصصية للكاتب فرات المحسن لوحةً سرديةً تجمع بين الألم والجمال، والواقع والكوميديا السوداء، تحمل المجموعة عنوانًا رمزياً يُشير إلى الطبقات المتراكمة من الرسائل والهويات التي يُلصقها الفرد والمجتمع على جدران الوجود، ليُعبّر عن تناقضات الحضور والغياب وينسج الكاتب شبكة من القصص المتداخلة التي تتّسم بالطابع الشعري واللغة التصويرية الحادّة.
تتبدّى أهم ملامح المجموعة في تمازجها بين الذاتي والاجتماعي، حيث تنتقل النصوص بسلاسة بين قصص الأفراد وهمومهم المختلفة.
في قصة “بوسترات” التي تحمل المجموعة عنوانها الأساسي، تتحول باقة الورود الحمراء إلى رمزٍ للحب الذي يُرفض ويُدمر، بينما تُظهر “الصمت” انفصال الفرد عن ذاته وطموحاته بعد سنوات من القهر والبطالة. كما تُعالج “الغربة” شعور الانتماء المفقود عبر صورٍ طبيعية مُفعمة بالحزن، مثل العشب الندي والثلج الذي يهبط “بتأدة” على الحاجز الخشبي. أما “الهجرة”، فتُصوّر تجربة المُهاجر كمأساة وجودية تُواجَه بالرفض والعنف، وكأنّ الطريق نحو الأمل مُرصَّعة بالأشواك.
تُعدّ اللغة في “بوسترات” أحد أبرز مفاتيح فهم العمل، فهي لغةٌ تُحاكي الحلم والكابوس في آنٍ واحد. تستخدم المجازات الحسّية بقوة ومهارةً في بناء الشخصيات، كـ”الجندي المُفرَج عنه و العائد من الأسر” الذي يفقد ذاكرته ولايتبقى في ذهنه غير اسمه، تتحدث عن تجربة إنسانية جامعة: الخيبة، الخوف، البحث عن الهوية.
تُلامس المجموعة قضايا عصرية حارقة: الحرب وآثارها النفسية، والبطالة كمصيرٍ مُفروض، والاغتراب كحالة وجودية، والعنف المجتمعي كردّ فعلٍ على المُختلف والشيخوخة. الشخصيات لا تُحارب أعداءً خارجيّين فحسب، بل تُنازع ذاتها المُتناثرة بين “الكوابيس” و”الصمت” و”البوسترات” التي لا تتحقق أحلامها البسيطة.
استخدم الكاتب في مجموعة “بوسترات” لغة مكثفة وصورة مختصرة مع دعوةً للتأمل في الجراح المُخفيّة التي ترسم ملامح عصرنا. هي ليست مجرّد قصص، بل هي صدى لأصواتٍ تبحث عن موطئ قدم، ومن خلال الجمع بين الحكائي والرمزي، والشخصي والاجتماعي، تُصبح المجموعة مرآةً تعكس هشاشة أبطالها، وتُذكّرنا بأن كل قصة في مجموعة “بوسترات” هي ملصق على جدار ليس إعلاناً فحسب، بل شهادةً على زمنٍ أصابه العطب. مع تميز جميع القصص بقصرها الشديد الذي يشبه حدثها البرق. حتى في قصة “بوسترات” يُعاد الجزء الأساسي من متن لوحاتها الأربعة، وتختلف فقط بالنهاية
قصص مجموعة “بوسترات” هي مراثي للرجال بامتيازـ حيث أن جميع أبطالها من الرجال إذا استثنينا قصة “ضيوف وملل” حيث يلوح شبح امرأة تشارك الراوي اللوحة.
الناشر










