


يتناول ديوان “مرايا الموت والقيامة” للشاعر مضر حمكو تجربة شعرية فلسفية عميقة تُعيد مساءلة الوجود الإنساني من خلال مرآة الموت، لا باعتباره نهاية بل بوصفه تحوّلاً وكشفاً عن هشاشة العالم، وبوابة إلى “قيامة” روحية متخيلة. يتداخل الموت مع ثيمات الوجود والعدم، الهوية، الزمن، واللغة، حيث يقدم الشاعر نقداً لاذعاً للغة باعتبارها قيداً معرفياً وسجناً للذات، كما يتعامل مع الهوية بوصفها تشكّلاً لا جوهراً، متغيراً ومتعدداً.
يستثمر الديوان رموزاً دينية وأساطير بشرية في سياقات معاصرة تفضح الانقسام الداخلي في النفس، ويعيد تأويل مفاهيم مثل آدم، هابيل، الغراب، والقيامة، في ضوء تأملات وجودية. كما يحضر الوطن بوصفه شظايا ذاكرة، لا وطناً جغرافياً.
القصائد مكتوبة على هيئة قصيدة النثر، بلغة مشحونة بالفلسفة والصور المركبة، تتطلب قارئاً متأملاً. وعلى الرغم من بعض التكرار والغموض، ينجح الديوان في تكوين سردية متماسكة عن الإنسان المعاصر في صراعه مع الفناء والمعنى.
إنه ديوان موجّه للقراء الذين يبحثون عن شعر يفتح أسئلة لا يغلقها، عن كتابة تتجاوز حدود البلاغة إلى الفلسفة، وتعيد للقصيدة دورها التأملي العميق.










