أيام الشمس

كتبَ .طارق ياسين. مقدمةً نقديةً لافتةً لديوان .”أيام الشمس“. للشاعر العراقي .علي الشباني.، مُبرزًا تجربته الشعرية الفريدة التي تَجمع بين الحميمية والتمرد. يُعتبر الديوان، الصادر في تسعينيات القرن الماضي، مرآةً لصراعات الشاعر مع الهوية والمنفى، ونقدًا لاذعًا للواقع السياسي والاجتماعي في العراق، لا سيما بعد حرب الخليج الثانية. 

يستخدم الشباني لغةً شعبيةً مُكثفةً، تمتزج بالرمزية والأساطير والملامح المحلية، لتعكس تمرد الإنسان على القيود الاجتماعية. تُجسِّد مجموعة من قصائد الديوان لحظةَ تحولٍ فني، مُعلنةً انتقال الشاعر من التقليد إلى الحداثة عبر تجريب الأشكال الشعرية والصور المبتكَرة. 

يركز ياسين على ثنائية .”الخسارة والربح“. في الديوان: فَقدانُ الأحبة والأماكن يُقابل بربحٍ فني، حيث يصبح الشعرُ علاجًا لجراح الذات والمجتمع. كما يلفت إلى اندماج الشباني في التراث الشعبي العراقي، مع توظيفهِ تقنياتٍ حداثية، مما يجعل قصائده ساحةً لحوارٍ بين الماضي والمستقبل. 

على مستوى الشكل، يعتمد الديوان إيقاعاتٍ متنوعةً ، مُعبِّرًا عن تقلبات المشاعر بين الحنين والتمرد. وتُذكَر ملاحظةٌ نقديةٌ حول ضرورة تعديل بعض الصياغات اللغوية لتعزيز البلاغة، لكنها لا تُقلل من قيمة الديوان كمشروعٍ شعريٍّ يعكس صوتًا عراقيًّا أصيلًا في مواجهة الاغتراب والقمع. 

.”أيام الشمس“. ليست مجرد مجموعة شعرية، بل وثيقةٌ إنسانيةٌ تُعيد تعريفَ “الشعر الشعبي” عبر دمجه بالحداثة، مُثبتةً أن الإبداع يُمكن أن يَنبثق من رحم المعاناة.

Avatar photo

علي الشباني

شاعرعراقي، كتبَ الشعر باللغة العربية الفصحى واللهجة الشعبية العراقية واشتُهر بكونه شاعر باللهجة العراقية الجنوبية.
ولد الشاعر علي الشباني في محافظة الديوانية عام ١٩٤٦ وانهى كافة مراحله الدراسية فيها. حصل على البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة المستنصرية في عام ١٩٧٤.
بدأ علي الشباني كتابة الشعر الشعبي سنة ١٩٦٣ وكانت بداية انطلاقته الفعلية في سجن الحلة، حيث التقى بالشاعر مظفر النواب، وقد اعتُقل عدة مرات بسبب نشاطه السياسي.
عمل في الصحافة في مطلع السبعينيات في مجلة "ألف باء "بمساعدة صديقه الشاعر فاضل العزاوي الذي تعرف عليه في سجن الحلة.
تميزت قصيدته في انها قصيدة محرضة على التمرد ومجاهرة بالاحتجاج، ملتزماً بقضايا الإنسان وحريته.
ترأس اتحاد الادباء والكتاب في الديوانية بعد عام ٢٠٠٣ إلى عام ٢٠١١.
تُوفي في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2011 في مدينة الديوانية، بعد معاناة طويلة وقاسية مع المرض ، ودفن في مقبرة النجف.

ابرز أعماله الشعرية
1. خطوات على الماء، مجموعة شعرية مشتركة مع الشاعرين طارق ياسين وعزيز السماوي عام 1970.
2. النار في المحبة، مجموعة شعرية بالفصحى 1997.
3. يام الشمس، ديوان شعر شعبي2001.
4. النار طعم الأرض، مجموعة شعرية بالفصحى 2001.
5. الصحراء، مجموعة شعرية بالفصحى 2002.
6. دفاتر عراقية، ملحمة شعرية بالفصحى 2005.
7. هذا التراب المر، حبيبي ديوان شعر شعبي 2011.