بطاقة الكتاب:

الكاتب: لؤي عبد الإله
الكتاب: أحلام الفيديو
النوع: قصص قصيرة
القياس: 15سم * 22.5سم
الصفحات: 100 صفحة

أحلام الفيديو” هي المجموعة القصصية الثانية  للروائي العراقي لؤي عبد الإله. تعكس هذه النصوص انشغال الكاتب بالهوية الممزقة لشخصيات المجموعة ، حيث تصبح الذاكرة فعل مقاومة ضد النسيان. تجمع القصص بين فضاءين متوازيين: العراق بذكرياته، ولندن أو وهران كفضاء للاغتراب وإعادة تشكيل الذات.

تضم المجموعة ثماني قصص تتنوع في موضوعاتها وشخصياتها، مع تركيز واضح على ثيمات المنفى والذاكرة والهوية. 

في قصة “الحارس الجليدي”، نتعرف على جاسم، الذي أراد أن يكون حارساً مثالياً، بدلا من دخول السجن في المعسكر كعقوبة، فيتجمد أثناء تأديته واجبه، بينما يعيش الراوي ورفاقه الحدث بذاكرة مشوهةـ تصل إلى درجة الشك في أن ذلك قد حدث. 

أما “قبلة الحياة”، فتروي علاقة زوجية معقدة بين أحمد ومليكة، تنتهي القصة بلحظة درامية عندما تنقذ مليكة غريقًا أمام عيني زوجها، كتعويض عن فقدانها غريقا آخر في وقت سابق. 

وتأتي “مدرسة المكارم” كذكريات عن مجموعة من الأطفال في بغداد، حيث يؤدي معرفتهم لطبيعة الحياة الجنسية بين الذكر والأنثى، بين الأم والأب إلى إحساس بالعار، ويهدم جميع التفسيرات السابقة عن مصدر مجيء الأطفال إلى الحياة. 

في قصة “أحلام الفيديو”، نتابع حسين، مهاجر عراقي في لندن، يعتقد أنه يمكن إعادة صياغة أي حدث حياتي عبر كاميرا فيديو، لكن مواجهة مع رفاقه السياسيين السابقين تدمر واقعه الجديد.

وتسلط “كفاءة من نوع خاص” الضوء على شاب عراقي في لندن يعمل تحت إمرة المحامي المتسلط سامي الأدهمي، في رحلة من الاستغلال تنتهي بتمرد مأساوي.

أما “أشجار السدر”، فتعرض ثورة 1958 في العراق من عيون الطفل أكرم، الذي يشهد تغيرًا في رمزية السلطة عندما تحل صور العسكريين محل صورة الملك. 

وتأتي “حالة حصار” كسلسلة أحلام كابوسية يعيشها المنفي قاسم عبد الجليل، تعكس عزلته وخوفه من الماضي، بينما في صفحات من مذكراته يظهر الأب كرجل حكيم لم يكن مسؤولا عن الشرخ بينه وبين ابنه “المتجهم الحانق المملوء بصخب الأحلام الكبيرة الساعية إلى تغيير العالم نحو الأفضل”، وبعد خيبات “قاسم” يتحول الأب إلى مصدر للحنين في أحلامه. 

أخيرًا، “حكايات كليلة ودمنة المفقودة” التي تبدأ بقصة عن التدخل الإلهي في تشكيل عالم آدم وحواء ونسلهم عبر تحولات تخلق أسبابا جديدة لا تنتهي ، بينما في القصص الأخرى تقدم حكايات رمزية قصيرة وعبر استعارات لمصائر الحيوانات، نتعرف عن مفهوم الحرية المسلوبة والضحية المغفلة، والنمو المتسلسل للسلطة التي تتحكم بمصائر أي مخلوق.

تستخدم المجموعة لغة كثيفة، تخلق عوالم سردية من الواقعية المريرة وعوالم كابوسية، مع استخدام مفارقات لاذعة واستعارات رمزية، حيث تتحول التفاصيل اليومية مثل كاميرا الفيديو إلى استعارات عن بديل للذاكرة وآلة لإعادة صناعة الواقع. كما تبرز التقنية السردية المتنوعة، من الراوي الطفل إلى المنفي المفجوع، مما يخلق نسيجًا معقدًا يلامس تداخل الزمني والمكاني. مع وصف حسي لتفاصيل المكان والبيئة يمنح النصوص تأثير مباشر لدى القارئ.

يمكن ملاحظة الملامح التالية في قصص المجموعة: الكثافة في بعض القصص، تدفق الصور المجازية، هيمنة ثيمات المنفى و/أو الذاكرة، النهايات المفتوحة التي تشير إلى أن أبطال هذه القصص ما زال أمامهم المزيد من التجارب. 

أحلام الفيديو” مجموعة تمزج بين التأريخ للجراح الفردية، محولة المنفى من واقع جغرافي إلى فضاء استعاري. رغم أن بعض النصوص يقودها حنين خفي، تبقى المجموعة، في سردها لركام الواقع، وثيقة أدبية مؤثرة عن صدمة شخصياتها في النصف الأخير من القرن العشرين.

الناشر

Avatar photo

لؤي عبد الإله

لؤي عبد الإله كاتب عراقي وُلد في 2 كانون الثاني 1949 في بغداد. قضى سنوات دراسته الابتدائية والإعدادية متنقلاً مع أسرته بين قضاء الحويجة في محافظة كركوك، ومنطقتي أبو غريب والزعفرانية الأولى الزراعيتين، وذلك بسبب تنقل والده عبدالاله أحمد محمد الذي كان يعمل موظفاً في وزارة الزراعة.
أهم هذه المحطات كانت تلك التي قضاها في الزعفرانية الأولى، على أطراف بغداد، وهي منطقة تقع على ضفاف نهر دجلة وتحيط بها من كل جانب بساتين النخل والحمضيات. وفي ثانوية جسر ديالى أنهى دراسته الثانوية، وكان الوصول إليها يتطلب ركوب الباص من وسط بغداد إلى منطقة المدائن.
وقد تشكلت له خلال سنته الإعدادية مجموعة صداقات قائمة على القراءة في مختلف المجالات، وتبادل الكتب والمقالات، وكان للأستاذ الراحل محمود الريفي دور كبير في توجيهه نحو الأدب والفلسفة خلال عامَي 1964-1965.
بعد أن أنهى دراسته الجامعية وحصوله على بكالوريوس في الرياضيات من كلية العلوم / جامعة بغداد، خدم لعامٍ واحد في الجيش، ثم عُيّن مدرساً للرياضيات في ثانوية العطيفية حتى عام 1976، حيث سافر ضمن بعثة تعليمية عراقية إلى الجزائر، وكان من المقرر أن يعود إلى العراق في عام 1980 بعد انتهاء إعارته، لكنه قرر البقاء في الجزائر والعمل بموجب عقد شخصي كمدرس للرياضيات في معهد للمعلمين بمدينة وهران.
نشر أول قصة قصيرة له في مجلة الآداب اللبنانية عام 1983 تحمل عنوان "طيور السنونو".
انتقل لؤي عبد الإله إلى لندن عام 1985، حيث عمل في عدة مجالات منها التعليم والترجمة.
ظل لؤي عبد الإله منذ وصوله إلى لندن عام 1985 يعمل في مجالَي الترجمة وتدريس الرياضيات أولاً في معاهد مسائية مختلفة، ثم بدأ قبل حوالي عشرين سنة بتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها في معهد سواس وجامعة ويستمنستر وجامعة أغا خان.
منذ أواخر الثمانينيات وحتى الآن، نُشرت له مقالات أدبية وفكرية وقصص قصيرة في عدد من الصحف العربية مثل "الحياة"، و"الشرق الأوسط"، و"العرب"، و"القدس العربي"، كما نُشرت أعماله في مجلات أدبية متعددة مثل "الآداب" اللبنانية، و"الكرمل"، و"الناقد" التي كان يصدرها رياض الريس في لندن.
صدرت له في دمشق الأعمال التالية:
• "العبور إلى الضفة الأخرى" (مجموعة قصصية)، عام 1992، عن دار الجندي.
• "أحلام الفيديو" (مجموعة قصصية)، عام 1996، عن دار الجندي.
• "رمية زهر" (مجموعة قصصية)، عام 1999، عن دار المدى.
• "خيانة الوصايا" (ترجمة)، دراسات نقدية لميلان كونديرا، عام 2000، عن دار نينوى.
• "كوميديا الحب الإلهي" (رواية)، عام 2008، عن دار المدى.
• "لعبة الأقنعة" (مجموعة قصصية)، عام 2008، عن دار دلمون الجديدة.
• "حين تغيرنا عتبات البيوت" (مقالات)، عام 2021، عن دار دلمون الجديدة.
• " جاذبية الصفر WEIGHTLESSNESS " (رواية)، عام 2023، عن دار دلمون الجديدة.

كما صدر له في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب يوميات بعنوان:
• "مفكرة بغداد: يوميات العودة إلى مسقط الرأس" ، عام 2004