


سيرة تفصيلية للمكان والأحداث والشخصيات، نصوص تحيل إلى مرحلة سياسية واجتماعية وثقافية اتسمت بطابعها الاستثنائي الخاص.
الحلفي في “نصوصه القصصية والمفتوحة” لم يكن بعيداً عن تلك الظروف فقدم وجه الحياة بشتى صوره، وتقلباته وتحولاته، وكل ذلك يتتبعه من دون أن يغفل مكوناً سردياً على حساب آخر، بمعنى أنه أمسك بخيطه السردي الواصل بين كل متون نصوصه، وهي نصوص تتنوع بين أكثر من شكل أدبي وهذا ما يجعل “تجنيسها” كلياً ضمن قالب فني واحد غير ممكن.
إن حكاية “تحولات شارع مريدي” ذاكرة سردية مفتوحة على أحداث واقعية عاشتها الشخصيات في مرحلة قاسية ومريرة عاشها العراق في ظل نظام قمعي أسس لثقافة الخوف والعنف والكراهية والنكوص، الحلفي خزّن تلك الاحداث والامكنة وزمنهما في ذاكرة احاسيسه وعواطفه الانسانية، ليبوح بها بعد سنوات طوال ظلت تعاني الخوف والرعب من الكشف عنها، فلم يعد هناك أي مسوغ للتردد أو ما يدعو الى اخفاء كل تلك الحياة.
تحيلنا القراءة الاولى لـ “حكاية شارع مريدي”من خلال نصوصها “السرد شعرية”منها او السردية الخاصة الى تساؤل فني مشروع:الى أي شكل أدبي تنتمي نصوص الحكاية؟ في الحقيقة، سيجد المتلقي نفسه أمام أكثر من جنس أدبي، فهناك النص السردي القصصي، وهناك النص النثري الشعري، مثلما هناك المقال الفني المنبني على بعض عناصر السرد القصصي.
جمال كريم