العراق- البيرية المسلحة

يعتبر كتاب “العراق- البيرية المسلحة، حركة حسن سريع وقطار الموت 1963” من الأعمال المهمة التي كتبها الدكتور على كريم سعيد، حيث يوثق بشكل دقيق حركة حسن سريع العسكرية وأحداث “قطار الموت”، باستخدام شهادات ووثائق نادرة.

ويقول الدكتور علي كريم سعيد عن كتابه هذا:

“بعد كتابي: أُصول الضَعف (دراسة في المَيْل العربي المشترك)، ومن حوار المفاهيم إلى حوار الدم ( مراجعة في ذاكرة طالب شبيب)، نستمر في السعي لكتابة، جانب من، تاريخ ما لم يُكْتَب تاريخه، فنقدم ما نظن أنها محاولة أخرى: 

  • لوقف اغتيال الحقائق وتلاعب المتجرئين، ولتعديل الكفة المائلة منذ سنين، ولإعطاء المغيبين فرصة الدفاع عن أنفسهم، والتواجد على صفحات التاريخ الشفافة.
  • لإحباط مشاريع القتل والانتقام مستقبلاً، ولِنقْل السخط الساكن في أعماق النفوس المكبوتة، إلى العلن، بدلاً من تركه يعبر عن نفسه على شكل ثورات وانتفاضات مدمرة، في دورة لعينة، مازالت تتكرر، بين النهرين، كل بضعة أعوام.       

      لكل ما تقدم، لابد من جعل المقتولين ظلماً، يحضرون في كل الفرص والمناسبات العامة، لينيروا بإشعاعهم درب فلسفة العناد العراقية المزدهرة، في الماضي كما في الحاضر، شعراً وروايةً وروحاً ورمزاً، ليتذكر القاتل، أي كان لونه السياسي، فداحة جرمه، فقد نسي هؤلاء أنهم إنما يتحدثون إلى شعب، قامت بين نهريه أعرق وأخصب الحضارات، ومن العسير على أبنائه أن يتقبلوا بسهولة سخرية المزورين، وليس الكمون الظاهر، بين حين وآخر، سوى استعداد لجولة أخرى، بجيل آخر لم يشهد هزيمة الآباء.”

Avatar photo

علي كريم سعيد

وُلد علي كريم سعيد في مدينة النجف الأشرف، مركزها الثقافي والديني أثرى خلفيته الفكرية والمعرفية. رغم عدم توفر معلومات دقيقة حول سنة ميلاده، إلا أن حياته المهنية والعلمية تشير إلى ارتباطه الوثيق بالثقافة العراقية والشرق الأوسط. تلقى تعليمه في العراق، وعمل لاحقاً في مجالات الكتابة والبحث الأكاديمي.

توفي الدكتور علي كريم سعيد في دمشق يوم 25 شباط (فبراير) 2003 بعد عودته من الحج. دُفن في مقبرة الغرباء بالقرب من ضريح السيدة زينب.

وُصفت وفاته بأنها خسارة كبيرة للمشهد الثقافي العراقي، حيث أجمع الكثيرون على أنه كان "ناقداً شجاعاً" ومؤرخاً لا يخشى التحدي".

يُعتبر الدكتور علي كريم سعيد أحد أبرز المفكرين العراقيين الذين سعوا إلى توضيح الحقائق التاريخية دون تحيز. ترك إرثاً فكرياً غنياً يعكس عمق فهمه للقضايا السياسية والاجتماعية في العراق والمنطقة. حتى اليوم، تُعتبر مؤلفاته مراجع أساسية لدراسة التاريخ السياسي العراقي الحديث.

تميز الدكتور علي كريم سعيد بحيادية تامة في بحوثه، مما جعله مرجعاً موثوقاً لدى الباحثين والمثقفين. وُصف بأنه "باحث نزيه" يتمتع بأخلاق شخصية رفيعة وعلاقات اجتماعية متميزة، وكان مسالماً إلى حد بعيد.

على الرغم من انتمائه الحزبي الشكلي، لم يكن الدكتور علي كريم سعيد سياسياً بالمعنى التقليدي، بل ركز على العمل الثقافي والأكاديمي. عاش في عدة مدن، منها دمشق التي حصل فيها على شهادة البكالوريوس في الفلسفة، حيث وصفها بأنها "مدينة حبيبة ثانية" بعد النجف، كذلك في براغ وحصل فيها على شهادة الدكتوراه، والجزائر حيث عمل، ولجأ إلى هولندا وعاش في مدينة لايدن سنوات طويلة.

صدر له:

1. "عراق 8 شباط 1963: من حوار المفاهيم إلى حوار الدم ـ مراجعات في ذاكرة طالب شبيب"،
2. "العراق- البيرية المسلحة، حركة حسن سريع وقطار الموت 1963
3. حول مستقبل العراق السياسي،
4 ـ أُصول الضَعف (دراسة في المَيْل العربي المشترك).