تدور أحداث قصة “إضراب ديك!” في مزرعة ريفية، حيث يقرر ديكٌ مغرور الإضراب عن الصياح اعتقاداً منه بأن صوته هو سبب شروق الشمس واستمرار الحياة. يتوهم الدِّيك أن العالم كله يعتمد عليه، فيرفض تحذيرات الدجاجات القلقات اللاتي يخشين من غرق المزرعة في الظلام الأبدي. بينما يفشل وفد الدجاجات في إثنائه عن قراره، يظهر فرخٌ صغير حكيم يرفض الخوف، ويؤكد أن الشمس ستشرق دون حاجة لصوت الدِّيك. 

في اليوم التالي، تشرق الشمس كالعادة، وينهار الدِّيك مُذعناً لجهله وغروره، بينما تحتفل الدجاجات والفرخ الصغير بانتصار الحكمة على الغرور. تُبرز القصة عبر حبكة شيقة أهمية التواضع، وسخرية الطبيعة من أوهام القدرة الذاتية، وقوة التفكير النقدي لدى الأجيال الجديدة. تختتم القصة برسالة تربوية عن تقبل حدود الذات وعدم المبالغة في تقدير الأنا، مع الاعتماد على الحقائق بدل الأوهام.

تُقدم القصة نقداً لاذعاً للغرور والوهم الذاتي من خلال شخصية الديك الذي يعتقد أن صياحه هو سبب شروق الشمس، فيقرر الإضراب عن الصياح لإثبات قوته، لكن فشله في تغيير نظام الطبيعة يكشف زيف ادعاءاته.

من الجانب التربوي، تُبرز القصة أهمية التفكير المستقل من خلال شخصية الفرخ الصغير الذي يرفض الخوف من أوهام الديك، ويؤكد أن الشمس ستشرق بغض النظر عن صياحه. هنا، تُقدّم القصة درساً تربوياً عميقاً حول تقبل حدود الذات وعدم الاستسلام للخرافات. 

رمزية الحيوانات في القصة تخدم الهدف الأدبي والتربوي؛ فالديك يمثل السلطة المُتعالية، والدجاجات تُجسّد الخوف من المجهول، بينما الفرخ الصغير يرمز إلى الحكمة الناشئة من الجرأة على التساؤل.

في الأثر التربوي فإن قصة “إضراب ديك!” تُعلم الأطفال التواضع واحترام قوانين الطبيعة، وتُعزز الثقة بالنفس عبر شخصية الفرخ. 

تستخدم القصة البنية التكرارية (كالحوار المتكرر بين الدجاجات والديك) لتعزيز الإيقاع الدرامي، بينما يُظهر انهيار الديك في النهاية.

باختصار، القصة تُدمج بين السرد الجذاب والرسائل التعليمية، مما يجعلها نموذجاً للأدب التربوي الذي يجمع بين الترفيه والتعليم.

Avatar photo

داود أمين

وُلد داود أمين (أبو نهران) في قضاء شط العرب بمحافظة البصرة عام 1948، وانتقل مع عائلته إلى مدينة الناصرية عام 1951. نشأ في بيئة ثقافية غنية.
تخرج من دار المعلمين في الناصرية عام 1969، وبدأ مسيرته المهنية في التعليم قبل أن يغادر العراق عام 1979 لأسباب سياسية.
- انضم إلى الحزب الشيوعي العراقي، وعمل في مكتبه الإعلامي، وشارك في تنظيم فعاليات ثقافية متعددة.
- ساهم في تأسيس جمعية رعاية الفنون والآداب في الناصرية (1970).
- عمل في صحف ومجلات حزبية، مثل: "طريق الشعب"، "المفرزة 47" (في كردستان)، و"النصير" (بالعربية والكردية)، كما ساهم في إعلام الجبهة الكردستانية.
- غادر العراق إلى صوفيا ـ بلغاريا ثم براغ ـ تشيكوسلوفاكيا ثم عدن ـ اليمن الديمقراطية حيث عمل في صحيفتي "14 أكتوبر" و"المسار"، قبل أن يلتحق بحركة الأنصار في كردستان.
- استقر في الدنمارك عام 1992 بعد رحلة طويلة عبر إيران وسوريا.
شارك في مسرحيات مثل "حفلة سمر من أجل خمس حزيران"، "المسيح يصلب من جديد"، و"الطقوس الأخيرة"، و فاز بجائزة أفضل ممثل في المنطقة الجنوبية عن مسرحية "المغني" (1970)، وحاز جائزة أفضل عمل مسرحي متكامل في البصرة عن مسرحية "ستربتيز" (1971).
يُعتبر داود أمين من الكُتاب القلائل في الأدب العراقي الذين اهتموا بأدب الأطفال، حيث جمع بين القصة والمسرحية لتعزيز القيم التربوية والإبداعية.
صدر له:
1. "أنصاري" (قصائد عمودية وحرة)، وقصيدة "ليلاي" التي تعكس تجربته العاطفية.
2. "قمم موسيقية مغيبة" (2024): يوثق سيرة الفنانين العراقيين طالب غالي، كوكب حمزة، وكمال السيد.
3. كتاب عن "ناصرية الخمسينات" (2019) يُحلل مرحلة تاريخية عراقية.
4. دراسة عن "الحزن في الأغنية العراقية" من العصر السومري إلى اليوم

أدب الأطفال:
اهتم داود أمين بأدب الأطفال، وكتب عدة سيناريوهات لمجلة الأطفال اليمنية المصورة "نشوان" وأصدر القصص التالية:
1 ـ زهرة وقمر، دار الهمداني، عدن 1984
2 ـ شيخوخة زورق، دار الهمداني، عدن 1984.
3 ـ اغتراب نخلة، صدرت باللغتين العربية والدنماركية.
4 ـ إضراب ديك، صدرت باللغتين العربية والدنماركية.
5 ـ مجموعة قصصية للأطفال مترجمة إلى اللغة الكردية عن دار ئاراس وتضم ست قصص للأطفال.
6 ـ أربع مخطوطات لقصص أطفال أخرى باللغتين بالعربية والدانماركية