بطاقة الكتاب:

الكاتب: عبد الوهاب البياتي
الكتاب: أباريق مهشمة
النوع: شعر
القياس: 15سم * 22.5سم
الصفحات: 122 صفحة

صدر ديوان “أباريق مهشمة” (1954) للشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي كوثيقة شعرية ثورية علّمت مرحلة تحول جذري في مسيرة الشاعر وفي مسار الشعر العربي الحديث، ليصبح واحداً من النصوص التأسيسية لقصيدة التفعيلة أو ما أصبح يسمى بالشعر الحر، التي أعادت تشكيل الخريطة الأدبية العربية في منتصف القرن العشرين.

بعد ديوانه الأول “ملائكة وشياطين” الذي حمل طابعي المحافظة والتجربة الباكرة، وجد البياتي في هذا الديوان صوته المميز الذي تبلور فيه الانحياز السياسي والاجتماعي مع رؤية فنية حداثية، مُظهراً كيف يمكن للتراث أن يتحول إلى سلاح ثقافي ضد الاستعمار والظلم الطبقي والتخلف.

العنوان نفسه – “أباريق مهشمة” – يحمل دلالة رمزية عميقة، إذ يشير إلى فكرة تحطيم القديم البالي، سواء على مستوى البنية الشعرية أو القيم الاجتماعية والسياسية، بينما يوحي بفقدان الأحلام والبراءة عبر صورة الوعاء المحطم، مُعبّراً في الوقت ذاته عن الواقع المرير للفقراء والمهمشين الذين حوّلهم البياتي إلى محور رؤيته الإبداعية.

تميز الديوان بجسارة تناوله للقضايا السياسية التي تجاوزت النقد الخافت إلى التصريح بالرفض الصريح للأنظمة الرجعية والاستعمار، حيث تحوّلت قصائده إلى هتافات تُنادي بتغيير الواقع، وصرخة تُجسّد المعاناة الإنسانية في العراق وفي بلدان أخرى على هذه الأرض. وهو موقف جرّ عليه اضطراره لاختيار المنفى بعد نشر الديوان.

تدور الموضوعات الأساسية حول الثورة على الظلم، ومعاناة الفقراء، والمنفى والاغتراب، والحب كقوة محررة، مع تأكيد دور الشاعر كـ”نبي” أو “ثائر” يفضح الزيف ويحمل مشعل التغيير.

على الصعيد الفني، امتازت لغة الديوان بالقوة والتركيز، مبتعدة عن الزخرف البلاغي نحو تعبير درامي مباشر يجمع بين فصاحة التراث وحيوية التجربة الحديثة،

في الإيقاع، استخدم البياتي التفعيلة بحرية محسوبة، حيث تحررت الحركة من القيد التقليدي وخضعت لمنطق الغضب الثوري، وليست لموقع الغضب العشوائي، بل استعار رموزاً من التراث الصوفي والأسطوري، مما شكّل توظيفاً حداثياً ثورياً للماضي لخدمة الحاضر.

سعى عبد الوهاب البياتي، في هذا الديوان، إلى بناء القصيدة ككيان عضوي متكامل، بعيداً عن الانفصال بين الأبيات. كانت الصور الشعرية جريئة ومليئة بالتوتر، مثل صور الدمار والانفجار التي تعكس حال المجتمعات المضطربة.

ظل ديوان “أباريق مهشمة” عبر العقود شاهداً على روح حقبة مضطربة في العراق والعالم العربي، كما كان إعلاناً عن ولادة شاعر كبير عرف كيف يمزج بين الثورة والتراث والإنسانية، ليُعتبر أحد أهم الأعمال الشعرية التي أسهمت في ترسيخ مفهوم الشاعر الملتزم. رغم مرور أكثر من سبعين عاماً على نشره، يحتفظ الديوان بقوته الجمالية والدرامية، ويظل قراءة أساسية لفهم تطور الشعر العربي الحديث وتجليات الالتزام الفني والسياسي في نصوص البياتي.

الناشر

Avatar photo

عبد الوهاب البياتي

السيرة الذاتية للشاعر عبد الوهاب البياتي
• ولد عبد الوهاب البياتي (عبد الوهاب جمعة أحمد البياتي) في 19 ديسمبر 1926، في حي باب الشيخ، بغداد، العراق. ونشأ في هذا الحي الشعبي ببغداد، وتأثر بجمالياته وحكاياته وأجوائه الصوفية.
• تخرج من"دار المعلمين العالية"(كلية التربية لاحقاً) في بغداد عام 1950، حاصلاً على بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها.

الحياة المهنية والمنفى:
• عمل مدرساً في مدينة الرمادي ـ العراق بعد تخرجه (1950ـ1953).
• اضطر لمغادرة العراق لأسباب سياسية (معارضة النظام الملكي) عام 1954، فتنقل بين دمشق ـ سوريا ثم بيروت ـ لبنان. وموسكو لاحقاً بعد ثورة 14 تموز وبعدها القاهرة. وعاد إلى العراق بعد ثورة 14 تموز 1958.
• عُيّن ملحقاً ثقافياً للعراق في (موسكو 1959ـ1961)، ثم نُقل إلى القاهرة.
• استقال من منصبه الدبلوماسي عام 1961 احتجاجاً على سياسات النظام، وبدأ رحلة منفى طويلة عاش خلالها في: القاهرة ـ مصر، مدريد وبرشلونة ـ إسبانيا، ، بيروت ـ لبنان، أثينا ـ اليونان. عمان ـ الأردن (استقر فيها بعد حرب الخليج الثانية 1991 حتى منتصف التسعينات)..وعاد لفترات متقطعة إلى العراق لكنه لم يستقر فيه.
• استقر في دمشق ـ سوريا ، وكانت ملاذه الأخير (منذ منتصف التسعينيات تقريباً) حتى وفاته في 3 آب/ أغسطس 1999، في دمشق، سوريا، ودفن جثمانه، بناءً على وصيته، في مقبرة الشيخ محي الدين بن عربي الذي كان رمزاً مهماً في شعره.

الترجمات
تمت ترجمة أعمال عبد الوهاب البياتي الشعرية إلى العديد من اللغات العالمية، وهو يُعد من أكثر الشعراء العرب ترجمةً في القرن العشرين، وأبرز اللغات التي تُرجمت إليها أعماله:
1. الروسية: كانت الأولى والأوسع نسبياً، نظراً لإقامته الطويلة في موسكو وصداقاته مع أدباء ومترجمين سوفييت. ترجمت معظم دواوينه الرئيسية، خاصة في الستينيات والسبعينيات (على يد مترجمين مثل فلاديمير شاغال، ديمتري ساتونسكي، أليكسي بارسنيكوف).
2. الإسبانية: حظيت أعماله باهتمام كبير في إسبانيا، خاصة بعد إقامته فيها. صدرت عدة مختارات وكتب (مترجمون مثل بدرو مونتابيث، فيديريكو أربوس، خوليو كورتاثار ساهم في التعريف به).
3. الإنجليزية: توجد العديد من المختارات والدراسات التي تتضمن ترجمات لأشعاره، رغم أن ترجمة دواوين كاملة لا تزال محدودة مقارنة بالروسي أو الإسباني. من المترجمين البارزين:
عبد الله الوهيبي وعبد القادر القط (مختارات "أشجار النار").
شارلز دوبري (ترجمات متفرقة في دوريات ومختارات).
خالد مطاوع.
سلمى الخضراء الجيوسي (ضمن مشروعها الضخم "موسوعة الأدب العربي الحديث" ومختارات أخرى).
• ترجم بسام فرنجية مختارات من شعره للإنكليزية.
4. الفرنسية: توجد ترجمات لمختارات من شعره (مترجمون مثل لوسيت هورس، عبد اللطيف اللعبي، حياة القاسمي).
5. الألمانية: ترجمت مختارات من أعماله (مترجمون مثل ستيفان ميشيل، فاروق مردم بك، خالد المعالي).
6. الإيطالية: ترجمت مختارات مهمة من شعره.
7. الفارسية: نظراً لاهتمامه بالتراث الفارسي والصوفي (خاصة حافظ الشيرازي) وتأثره به، ترجمت أعماله إلى الفارسية.
8. التركية: نظراً للتقارب الثقافي والإقليمي واهتمام الأتراك بالأدب العربي الحديث.
9. اليونانية: بسبب إقامته في اليونان وفوزه بجائزة كفافيس هناك.
10. الصينية: توجد ترجمات ضمن مختارات للشعر العربي الحديث.
11. السويدية، الهولندية، البرتغالية، البلغارية، المجرية، الرومانية، وغيرها: توجد ترجمات متفرقة أو ضمن مختارات عالمية.

أمثلة على مشاريع ترجمة مهمة:
• "كلام للريح" (Words for the Wind): مختارات شعرية مترجمة للإنجليزية (ترجمة: عبد الله الوهيبي وعبد القادر القط)، صدرت عن دار الساقي.
• "عبد الوهاب البياتي: الأعمال الشعرية" بالروسية: صدر في مجلدات بموسكو.
مختارات بالإسبانية: مثل "El libro del mar y otras canciones" (كتاب البحر وأغاني أخرى).
• مشاركة في "موسوعة الأدب العربي الحديث" (سلمى الخضراء الجيوسي): تضمنت ترجمات إنجليزية لعدد من قصائده الأساسية.
ترجمات في مجلات أدبية عالمية مرموقة: مثل "Encounter"، "Banipal"، وغيرها.
كتب صدرت عنه
1. د. إحسان عباس، البياتي والشعر العراقي الحديث، 1955.
2. صبري حافظ، الرحيل إلى مدن الحلم، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1973.
3. خلدون الشمعة، الشمس والعنقاء، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1974.
4. صلاح فضل، أساليب الشعرية المعاصرة.
5. رؤوبين سنير، ركعتان في العشق دراسة في شعر البياتي دار الساقي بيروت 2002.
6. تيسير سليمان جريكوس، بلاغة الصورة في شعر البياتي، أطروحة دكتوراه، جامعة عين شمس، 1996؟
7. محمد مصطفى علي حسانين، خطاب البياتي الشعري، قصور الثقافة مصر، 2009.
8. أحمد سويلم، المرأة في شعر البياتي.
الجوائز والتكريمات:
جائزة اللوتس العالمية من اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا.
جائزة كفافيس الدولية (اليونان).
جائزة الشعر العالمي ـ إيطاليا (تيرانا).
جائزة سلطان العويس (الدورة الرابعة : 1994 – 1995- حقل الشعر)
صدر له
الدواوين الشعرية:
1. ملائكة وشياطين ـ 1950 (بغداد).
2. أباريق مهشمة ـ 1954 (القاهرة).
3. المجدُ للأطفالِ والزيتون ـ 1956 (بيروت).
4. رسالة إلى ناظم حكمت ـ 1956 (بيروت)
5. أشعار في المنفى ـ 1957 (بيروت).
6. عُشرون قصيدة من برلين ـ 1959 (بيروت).
7. كلمات لا تموت ـ 1960 (بيروت).
8. سِفْر الفقر والثورة ـ 1965 (بيروت).
9. الذي يأتي ولا يأتي ـ 1966 (بيروت).
10. الموت في الحياة ـ 1968 (بيروت).
11. عيون الكلاب الميِّتة ـ 1969 (بيروت).
12. الكتابة على الطين ـ 1970 (بيروت).
13. يوميات سياسي محترف ـ 1970 (بيروت).
14. قصائد حب على بوابات العالم السبع ـ 1971 (بيروت).
15. سيرة ذاتية لسارق النار ـ 1974 (بيروت).
16. كتاب البحر ـ 1975 (بيروت).
17. قمر شيراز ـ 1975 (بيروت).
18. مملكة السنبلة ـ 1979 (بيروت).
19. بستان عائشة ـ 1989 (بيروت).
20. كتاب المراثي ـ 1995 (دمشق).
21. البحرُ بعيدٌ أسمعُهُ يتنهَّد ـ 1998
22. نصوص شرقية ـ 1999.
23. المختارات الشعرية (مختارات) ـ صدرت في عدة طبعات وتحديثات.
24. الأعمال الشعرية الكاملة (مجلدات) ـ صدرت في عدة طبعات، أولها عن دار العودة في بيروت 1972، آخرها في ثلاثة مجلدات عن دائرة الشؤون الثقافية ـ بغداد ـ العراق 2024، بتحقيق وتقديم الشاعر محمد مظلوم.
الأعمال النثرية:
تجربتي الشعرية (نثر) ـ 1968 (بيروت) ـ (سيرة أدبية وتأملات في الشعر).
صوت السنوات الضوئية
ينابيع الشمس
مدن ورجال ومتاهات.